المفكرة. هل تحقق الحملات الإعلانية المبنية على الفكرة المبدأية مبيعات أكثر أو وعياً أكبر؟

إن لم يكن لديك المخيلة، فلا تتفاجأ إن لم تجدي إعلاناتك نفعاً في إبهار الناس. قم بجعل جمهورك يفكر قليلاً، فذلك لن يؤذيهم بل سيجعلهم يتذكرونك دائماً.
الثقافة تأكل الإستراتيجية كالفطور الصباحي (ولكن لا تجعل ذلك يوقفك من إطعامها).آنون.
تأسست يونيسونو على مبدأ في مجال العمل والذي يقضي بأن التفكير الإستراتيجي يصنع الأرباح، ولكن هل يساعد ذلك الزبائن على التفكير في علامتك التجارية وهل ذلك يزيد من وعيهم حولها أو من مستوى المبيعات؟ هل لدى الإعلانات المبنية على الفكرة المبدأية عوائد أفضل على الدخل أكثر من الصورة والعنوان الرئيسي لعمل إبداعي بسيط يحمل في طياته فناً متخفياً؟ هل هناك علم يدعم من يدعي أن الإعلان الذي يجعلك تفكر أكثر يحقق مبيعات أكثر؟
خطرت لي فكرة نشر هذا الموضوع مؤخراً عندما كنت أساعد أحد الأصدقاء في إعادة تصميم ديكور منزله – أعلم أنها علاقة غريبة ولكن أصبروا قليلاً – فقد كنت أساعده في اختيار الستائر في شركة معروفة للأقمشة في البحرين، وقد أعجبني مدى احترافية هذه الشركة حيث كان التصميم الداخلي لديهم في قمة الروعة وموظفوها كانوا مدربين بشكل جيد. ولاحظت تقدم هذه الشركة عن منافساتها بمراحل. وعلى أي حال، قمنا بأخذ الستائر والأباجور وبعدها بدأ المنزل بالتحول تدريجياً لينتهي العمل بعدها.
كنت في طريقي إلى العمل عندما لاحظت شيئاً، فقد كان هناك إعلان للشركة نفسها وعليه علامتها التجارية بشكل كبير على طول مساحته بالإضافة إلى الكثير من النص – يمكنكم تخيله – وبعض وقت قصير كنت قد وصلت إلى الجهة الأخرى من البلدة لأرى إعلاناً آخر لنفس الشركة. فبشكل واضح فإن الشركة تؤمن بقوة الإعلان لأكتشف بعدها أن الستائر أصبحت ضمن قطاع السلع المستهلكة المطلوبة بكثرة في البحرين!
بما أنني أعمل في مجال الإعلان والتسويق فإني دائم الإنتباه لمثل هذه الأمور، فالعلامات التجارية والإعلانات دائماً ما تسحرني. فقد احسست بشيء غريب وهو أنني كنت قد علمت بهذه العلامة التجارية ومنتجها للتو وكنت أراها في كل مكان، كما أنني كنت في متجرهم كزبون مشارك وواعٍ لعلامتهم التجارية، لقد كنت مدركاً لإعلانهم. لقد أنفقَت كل تلك النقود بشكل سيء حيث أن الإنفاق الصحيح لمصاريق أية حملة ناجحة يجب أن يثمر في جلب الزبائن إلى متجرك وجعلهم يشترون منتجك وليس لتذكيرهم بوجود علامتك التجارية بعد أن قاموا بعملية شراء المنتج وذلك ما حصل معي!
لو كنت في السوق لشراء الستائر فإنني لن استطيع إخبارك بوجود هذه الشركة، كما أنني لم أكن لأعلم بوجودها حتى وإن كنت قد رأيت إعلاناتها في كل مكان. ولأستطيع إيجاد شركة جيدة لبيع الستائر، كنت سأتصل بأحد أصدقائي الذين يعملون في مجال التصميم الداخلي لطلب النصيحة، وبدون شك سيخبرونني عن تلك الشركة ولكن ذلك ضياع كبير لتلك الإعلانات التي لم تجدي نفعاً في إرشادي لتلك العلامة التجارية.
بالنظر إلى إعلاناتهم الكبيرة سيكون من السهل عليك إن تعرف لماذا لم أكن مدركاً بوجود علامتهم التجارية أو منتجهم، لأنه وبكل بساطة لم يستطع إعلانهم جذب انتباهي حيث أنني لم أفكر بهم ولو للحظة واحدة، كما أنه لم يجعلني أفكر أبداً، فقد كان في خلفية حياتي اليومية وقد رأيته مراراً وتكراراً ولم أتذكره، كانت إعلاناتهم شبيهة بالستائر بلون الكريمة في غرفة لونها (بيج)، فكأنها كانت ولم تكن.
كيف بالإمكان معالجة ذلك؟ كيف يمكن لشركة تبيع الستائر جعل المستهلكين أكثر انتباه لها؟ يجب عليها أن تسرد قصة ليقوم راويها بجذب الناس وعقولهم، من الممكن أن يقوموا بتنظيم حملة إعلانية تتحدث عن شكل الحياة بدون ستائر لجعل الناس تفكر في الأمور الضرورية في الحياة، ومن الممكن أيضاً أن يتخذوا أسلوباً رومنسياً وعاطفياً يتحدث عن علاقة عاطفية بين النافذة والستائر الجملية.