ما الممكن أن يحققه وضع علامة للبحرين وهل يمكن فعل ذلك؟ إن التسويق لأمة بأكملها لا يختلف فيما يتعلق بالممارسة عن التسويق لعلامة (تابروير) أو علامة أحذية رياضية ما. لتقوم بالعمل الإبداعي في وضع العلامة التجارية بشكل صحيح سيلزمك الوقت والإلتزام والإبداعية، فإذا حذفت أياً منها فالنتيجة النهائية ستكون سيئة. ثلاثة شهور هو وقت قليل، فأنت تعطي بلدك وقتاً إقل مما قد يستغرق وضع علامة تجارية لكافيتيريا على سبيل المثال. فبدون العمل الإستراتيجي والبحث وورشات العمل، لن يكون لديك الأساس والتعمق والإدراك الضروري لبناء العلامة التجارية. وبالنهاية، ولضمان نجاح العلامة التجارية، سيكون لها أماكنها الإعلانية الضرورية مثل المطارات، والموانئ، والمباني الوزارية، والمواقع الإلكترونية، والمباني العامة، والمرافق، وغيرها الكثير.

وضع العلامة التجارية هو الوسيلة الأفضل لمعرفة الحقيقة حول أية شركة للمنتجات أو الخدمات أو غيرها، وخلق طريقة لإيصالها للجمهور الذي ستتأثر حياته بها. على سبيل المثال، الحقيقة الجوهرية لشركة (آبل) هي “أدوات مبدعة لعقول مبدعة”، وجمهورها هو فئة كبيرة جداً تحظى بتجربة رائعة لمنتجاتها، فقد قامت بتصميم طريقة عمل الأنسان حيث أن كل شيء تم تصميمه بأبعاد إنسانية حياتية.

إن جعل البحرين علامة مميزة يتطلب منا النظر في داخلنا واكتشاف حقيقتنا. ما نمثل كأمة؟ ما هو الشيء الذي نجيده أكثر؟ ما الشيء الذي لا يجب علينا فعله؟ هل نحن وجهة سياحية عالمية؟ أم بلد منغلق وليس له اهتمام بالقادمين إليه أو آرائهم؟ من هو جمهورنا؟ كيف ستكون تجربتهم لنا؟ كيف يجب أن تكون تلك التجربة في حال نجاحنا كأمة وتحقيق كل ما أردناه؟

نحتاج للتفكير ملياً حول التوجه المستقبلي لهذا البلد وكيفية العمل الجماعي للوصول إلى هناك، فمن خلال المستقبل التصوري للبحرين يمكننا رسم خارطة طريق تصلنا إليه، وبإمكاننا اقتراح رؤية موحدة نسعى لها ورسالة واضحة بأهداف معينة تقودنا إلى ذلك المستقبل. كما يمكننا وضع أنفسنا كأمة واحدة أمام المنافسة العالمية والمحلية، ومن خلال ذلك نستخلص الصفات الرئيسية التي علينا أن نملكها، والتي ستمنحنا الإحساس بما يميزنا وبنفس الوقت ستجعل جمهورنا ينظر إلينا بالطريقة الصحيحة، فحتماً بإمكاننا التميز.

سيساعد إطار العمل المبدأي في تحفيز الحكومة ومساعدة أعمالها التطويرية على أن تكون أكثر توجهاً نحو هدف واحد. يمكن استخدام هذه الاستراتيجية لإرسال الرسائل الصحيحة لجمهورنا الداخلي والخارجي، والذي في المقابل سيساعد الباحثين عن استثمارات داخلية في ضم رسالتهم إلى الرسالة الكلية الموحدة.

يمكن إنجاز ما سبق ذكره فهو قابلٌ للتحقيق، كما أنه ضروري وليس هناك وقت أفضل لفعل ذلك.